في تطور مثير يضع حدا لإحدى أكثر الشائعات تداولا في أوساط محبي سلسلة Final Fantasy، تَبيّن أن السبب الفعلي وراء غياب لعبة Final Fantasy Tactics الكلاسيكية عن إعادة الإصدار لسنوات طويلة يعود إلى فقدان كود التطوير الأصلي. تلك المعلومة، التي ظلت لسنوات مجرد تلميحات غير مؤكدة، أصبحت الآن حقيقة موثقة مع اقتراب إصدار نسخة الريماستر المرتقبة من اللعبة في شتنبر القادم، والتي تم بناؤها بالكامل من الصفر.
اللعبة الاستراتيجية التي ظهرت لأول مرة على منصة PlayStation في نهاية التسعينات تعتبر من أعمدة السلسلة ومن الأعمال التي أرست أسس ألعاب التكتيك بنظام تعاقب الأدوار (Turn-Based Tactical RPG). ومع ذلك، ظل جمهورها المخلص يتساءل لسنوات عن سبب عدم حصولها على نسخ محسّنة أو إصدارات حديثة على أجهزة الجيل الجديد مثل Nintendo Switch أو PlayStation 5، رغم شهرة العنوان وتأثيره. لكن غموض الموقف اتضح اليوم: لم يكن التجاهل سببه قلّة الاهتمام، بل أن شركة Square Enix فقدت ببساطة الشيفرة المصدرية للعبة الأصلية، ما جعل عملية النقل أو التحديث مستحيلة تقنيًا.
هذا النوع من الحوادث ليس بجديد في الصناعة، حيث عانت العديد من الألعاب الكلاسيكية من مصير مشابه نتيجة أساليب الأرشفة البدائية أو الحوادث التقنية في حقبة التسعينات. فأنظمة الحفظ آنذاك لم تكن مؤهلة لتخزين وحفظ الأكواد بطريقة مؤمنة طويلة الأمد، وبالتالي فقدت العديد من الشركات ملفات تطوير ألعابها بعد صدورها بفترة قصيرة. حالة Final Fantasy Tactics تؤكد كيف أن الاستهتار بتوثيق الأصول الرقمية قد يؤدي إلى خسائر تاريخية حقيقية، حتى بالنسبة لأسماء كبرى مثل Square Enix.
ورغم التحديات، فإن خبر إعادة بناء اللعبة من البداية بالكامل أثار الحماس بين اللاعبين، خاصة بعد ما تم تسريبه من تفاصيل حول جودة الريماستر المنتظر، الذي سيشهد تحسينات رسومية شاملة، واجهات أكثر حداثة، ونظام تحكم متطور يتماشى مع أجهزة اليوم. ومع تصاعد الترقب لإطلاقها في شتنبر المقبل، تأمل الشركة أن تستعيد قلوب اللاعبين القدامى وتقدّم اللعبة إلى جيل جديد من عشاق الألعاب التكتيكية.
يبدو أن هذه النسخة الجديدة من Final Fantasy Tactics ستكون أكثر من مجرد عملية تجميل، بل هي ولادة جديدة للعبة محبوبة كان من الممكن أن تندثر في ظلال الماضي بسبب الإهمال التقني. والدرس هنا يتجاوز حدود اللعبة نفسها: إنه تنبيه لصنّاع الألعاب جميعًا بأن الأرشفة الجيدة وحفظ الأكواد ليست مجرد إجراءات بيروقراطية، بل استثمار في مستقبل الإبداع.