في خبر صادم لعشاق ألعاب السباقات الجماعية ومتابعي مشاريع الاستوديوهات المستقلة، كشفت Fiona Sperry، المديرة التنفيذية لفريق التطوير Three Fields Entertainment، عن أن الفريق المطوّر للعبة Wreckreation يمر حاليا بواحدة من أصعب مراحله منذ تأسيسه، بعدما أصبح مهددا بتسريحات واسعة النطاق قد تمس عددا كبيرا من أفراده خلال الفترة المقبلة. التصريح جاء بشكل مباشر وصريح، دون مواربة، وهو ما جعل الخبر ينتشر بسرعة عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع المتخصصة، خاصة أن اللعبة كانت تحظى بتفاعل واضح من طرف فئة مهمة من اللاعبين المهتمين بألعاب السباقات ذات الطابع الجماعي والفوضوي. السبب الذي وصفته Sperry بالمفاجئ يتمثل في أن الفريق لم يتلق أي دعم فعلي من شركة النشر THQ Nordic خلال العام الحالي، وهو ما اضطره إلى الاعتماد بشكل شبه كامل على التمويل الشخصي لتأمين استمرارية التطوير. هذا الواقع المالي الصعب وضع الفريق أمام معادلة قاسية لا تحتمل التأجيل، إما الاستمرار بإمكانات شبه معدومة، أو اللجوء إلى قرارات موجعة للحفاظ على الحد الأدنى من الاستقرار.
Fiona Sperry لم تخف في حديثها مرارة هذا القرار، بل عبّرت بوضوح عن أن اللجوء إلى التسريحات ليس خيارا كانت الإدارة تتمناه في أي يوم من الأيام، لكنها في الوقت نفسه أكدت أن الفريق لا يرى أي عائدات مالية من مبيعات Wreckreation حتى إشعار آخر، وهو ما يجعل الاستمرار بنفس التركيبة البشرية أمرا شبه مستحيل. الأرقام لا ترحم، والواقع أقسى مما يبدو في البيانات الصحفية المنمقة، فتكاليف التطوير، والأجور، والبنية التحتية، وكل ما يتطلبه إنتاج لعبة بهذا الحجم، لا يمكن تغطيته بالحماس وحده. وفي عبارة مؤثرة قالتها Sperry نقلا عن حديثها مع الفريق: “نحن لا نقاتل فقط من أجل لعبة، بل من أجل أشخاص بنوا هذا الحلم بأيديهم”. هذا الاقتباس، رغم بساطته، يلخص حجم الضغط النفسي والإنساني الذي يعيشه الفريق في هذه اللحظة الدقيقة، حيث لم يعد الحديث يدور فقط حول مشروع قد ينجح أو يفشل، بل حول مصير موظفين لهم التزامات حياتية يومية لا تنتظر نتائج سوق الألعاب.
قصة Three Fields Entertainment مع Wreckreation لم تكن في الأصل قصة استديو يبحث عن ضوء سريع، بل جاءت امتدادا لتجربة طويلة لمؤسسين لهم تاريخ في صناعة ألعاب السباقات، خصوصا مع مشاريع سابقة تركت بصمتها لدى شريحة من اللاعبين. Wreckreation كانت منذ الإعلان عنها تعد بتجربة سباقات مفتوحة مليئة بالإبداع، حيث لا يقتصر دور اللاعب على القيادة فقط، بل يتعداه إلى تصميم الحلبات وخلق بيئات لعب خاصة به ومشاركتها مع الآخرين. هذا الطموح الكبير تطلب وقتا طويلا في التطوير، وتجارب تقنية معقدة، ونفقات مستمرة لم يكن من السهل تغطيتها دون دعم فعلي من شركة نشر بحجم THQ Nordic. ومع مرور الشهور، بدأت إشارات القلق تظهر بشكل خفي، سواء عبر بطء التحديثات أو غياب حملات تسويقية واضحة، إلى أن جاء تصريح Sperry ليضع الجميع أمام الحقيقة دون تزييف. الفريق حاليا عالق بين مشروع يؤمن به بشدة، وواقع مالي لا يرحم، في وضع يشبه إلى حد كبير لاعب سباقات نفد وقوده قبل خط النهاية بأمتار قليلة.
https://www.linkedin.com/posts/fiona-sperry-601a0530_today-i-am-having-to-share-one-of-the-hardest-activity-7402348277788057600-slcG/?utm_source=share&utm_medium=member_desktop&rcm=ACoAAC_k7uoB707nKsem1JX4SG_kVjqAkoutOZg
وفي محاولة منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، شاركت Fiona Sperry عرضا يعرض مجموعة من الأفكار والخطط التي يعمل الفريق على تطويرها من أجل إعادة جذب الاهتمام والبحث عن تمويل كاف يسمح باستمرار دعم Wreckreation. العرض لم يكن مجرد استعراض تقني، بل رسالة مفتوحة موجهة إلى اللاعبين، والمستثمرين، وحتى شركات النشر الأخرى، مفادها أن المشروع لا يزال حيا وقادرا على التطور إذا توفرت له الظروف الملائمة. الفكرة هنا تقوم على توسيع إمكانيات التفاعل داخل اللعبة، وتحسين أدوات البناء، وإضافة أنماط لعب جديدة يمكن أن تمنح Wreckreation هوية أقوى في سوق مزدحم بالمنافسين. Sperry أوضحت أن الفريق لا يطلب دعما بدافع الشفقة، بل لأنه يملك رؤية حقيقية لما يمكن أن تصبح عليه اللعبة يوما ما، إذا ما تم منحها الفرصة العادلة. ومع ذلك، لا أحد ينكر أن الوقت ليس في صالح الفريق، وأن أي تأخير إضافي في تأمين التمويل قد يجعل مسألة التسريحات أمرا واقعا لا مفر منه.
هذه القصة تعيد إلى الواجهة واحدا من أكثر الجوانب هشاشة في صناعة ألعاب الفيديو، خصوصا في عالم المشاريع المتوسطة والمستقلة، حيث يمكن أن يتحول الحلم بسرعة إلى عبء ثقيل إذا ما اختفى الدعم فجأة أو تأخر لأسباب غير متوقعة. كثير من اللاعبين يرون الألعاب كمنتج نهائي يصلهم جاهزا على أجهزتهم، سواء على PC أو أجهزة الجيل الحالي، لكن خلف هذا المنتج تقف فرق بشرية تعيش ضغطا متواصلا من أجل الالتزام بالمواعيد، وتجاوز العقبات التقنية، ومجاراة متطلبات السوق التي لا ترحم. حالة Three Fields Entertainment مع Wreckreation ليست استثناء، بل نموذج يتكرر بأشكال مختلفة في أماكن متعددة من العالم. ويبقى الأمل معلقا على أن تنجح تحركات الفريق الأخيرة في جذب الاهتمام الكافي، سواء من طرف المستثمرين أو حتى من مجتمع اللاعبين نفسه، الذي بات في السنوات الأخيرة يلعب دورا متناميا في إنقاذ مشاريع عبر الدعم المباشر والترويج والمطالبة باستمرارها. إلى أن تتضح ملامح المرحلة المقبلة، سيظل مصير Wreckreation معلقا بين الطموح والمخاطر، في انتظار لحظة حاسمة قد تعيد الأمل من جديد أو تفرض واقعا أكثر قسوة.