شهدت العاصمة المغربية صباح يوم 4 يوليوز انطلاقة قوية للدورة الثانية من معرض Morocco Gaming Expo، الحدث السنوي المتخصص في صناعة ألعاب الفيديو، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس. الحدث، الذي جذب اهتمام عدد من المسؤولين الحكوميين والسفراء وممثلي الهيئات الدولية، عُزز هذه السنة بحضور اسم لامع في مجال تطوير الألعاب، المصمم الياباني الأسطوري Okamoto Yoshiki، المعروف بمشاركته في إبداع ألعاب كلاسيكية مثل Street Fighter II وResident Evil.
الافتتاح الرسمي، الذي قاده وزير الشباب والثقافة والتواصل، يعكس الاهتمام المتزايد الذي توليه المملكة المغربية لمجال التكنولوجيا الترفيهية والإبداع الرقمي. الوزير شدد في كلمته على أن هذا الحدث ليس فقط معرضًا للعرض والترويج، بل يُعد منصة استراتيجية تجمع ما بين التكوين المهني، والفرص الاستثمارية، والتجارب التفاعلية التي تستهدف الجيل الجديد من المطورين والمصممين وعشاق ألعاب الفيديو.
يمتد المعرض إلى غاية يوم 6 يوليوز، ويحتضن فعاليات متنوعة تتوزع بين ورشات تكوينية متقدمة، ندوات مهنية بحضور خبراء دوليين، مسابقات في الرياضات الإلكترونية، بالإضافة إلى فضاءات عرض تخصصها شركات ناشئة مغربية وأجنبية لتقديم أحدث مشاريعها ومنتجاتها. كما يُتيح المعرض الفرصة أمام المواهب المغربية الشابة للتواصل المباشر مع صنّاع القرار في المجال وتقديم ابتكاراتهم أمام جمهور نوعي.
هذا الزخم التنظيمي يعكس رغبة المغرب الجادة في ترسيخ حضوره كلاعب محوري في السوق الرقمية الإفريقية والعربية. فخلال السنوات الأخيرة، كثّف المغرب من استثماراته في مجالات التكنولوجيا والبنية التحتية الرقمية، وساهم ذلك في بروز مبادرات محلية ودولية تهدف إلى تكوين كفاءات قادرة على إنتاج ألعاب ذات جودة عالمية، وتطوير منصات وخدمات مرافقة لها، ما من شأنه أن يضع المملكة على خريطة الإبداع التكنولوجي العالمي.
الحضور الوازن لشخصية مثل Okamoto Yoshiki، الذي سبق أن اشتغل في شركات عملاقة مثل Capcom وGame Republic، يعكس بوضوح السمعة المتنامية للمعرض المغربي داخل الأوساط المهنية الدولية. وتُعد زيارة هذا المطور الياباني للمغرب إشارة إيجابية لمدى اهتمام الفاعلين الدوليين بالمواهب الصاعدة في منطقة شمال إفريقيا، كما أنها تمثل رسالة دعم رمزية للمجتمع المطور المغربي الذي لا يزال في طور التأسيس والبناء.
القطاع يراهن اليوم على تحالف بين الحكومة، القطاع الخاص، والمؤسسات التعليمية لصياغة منظومة قادرة على دعم الاقتصاد الرقمي الإبداعي. المعرض يشكل أحد روافد هذا التوجه، حيث يهدف إلى الترويج لثقافة الألعاب محليًا، وتشجيع الشباب على دخول هذا المجال بشكل احترافي من خلال خلق مسارات واضحة بين التعليم والإنتاج. كما يسعى إلى جذب الاستثمارات الأجنبية وتوقيع شراكات إستراتيجية يمكنها تسريع وتيرة التقدم.
تجدر الإشارة إلى أن سوق الألعاب الإلكترونية يشهد نموًا عالميًا غير مسبوق، إذ يُتوقع أن تتجاوز عائداته 300 مليار دولار بحلول عام 2026، وفقًا لتقارير مؤسسات تحليل السوق مثل Newzoo وStatista. هذا ما يجعل من تعزيز موقع المغرب داخل هذا السوق ضرورة ملحة، خصوصًا في ظل توفره على طاقات شابة وموقع جغرافي استراتيجي.
الدورة الثانية من المعرض ليست فقط احتفالًا بالمنتج الترفيهي، بل هي جزء من رؤية أعمق تؤمن بأن صناعة الألعاب الإلكترونية قادرة على خلق فرص شغل، وتصدير المحتوى الثقافي المحلي في صيغة رقمية، وتقديم المغرب كفاعل رقمي قادر على المنافسة في بيئة دولية عالية التنافس.