في خطوة مفاجئة لكن متوقعة ضمن تحولات سوق الألعاب الإلكترونية بالولايات المتحدة، أعلنت Nintendo هذا الأسبوع عن تعديل في سعر جهاز Nintendo Switch الأصلي، ما يعني عمليًا زيادة في السعر ابتداءً من بداية غشت الحالي. هذا التغيير يأتي ضمن موجة من إعادة التموقع الاستراتيجي التي تقوم بها الشركة اليابانية، والتي تستعد بشكل واضح لطرح جهازها القادم Nintendo Switch 2، المتوقع أن يحدث ضجة بالسوق العالمي خلال الأشهر المقبلة.
الزيادات الجديدة التي طالت النسخة التقليدية من الجهاز جعلت عشاق السويتش يعيدون النظر في خياراتهم، خاصة أن الفرق السعري بدأ يتقلص بشكل ملحوظ بين الإصدار الأول والجهاز المرتقب Switch 2، الذي تروج له Nintendo بذكاء دون أن تكشف رسميًا بعد عن مواصفاته الكاملة. ومع هذه الزيادة في الأسعار، بات من الواضح أن الشركة تحاول دفع السوق بشكل غير مباشر نحو استقبال الجيل الجديد، مع ترك انطباع بأن الاستثمار في Switch 2 سيصبح خيارًا منطقيًا وأكثر قيمة على المدى المتوسط والبعيد.
السؤال الآن لم يعد ما إذا كان اللاعبون سيشترون جهاز Nintendo Switch 2 عند إصداره، بل متى سيفعلون ذلك. لأن ارتفاع أسعار الجهاز الأصلي قد يُنظر إليه كخطوة تمهيدية لإزاحته من رفوف المتاجر تدريجيًا. والملاحظ أن الأسعار الجديدة خلقت انقسامًا واضحًا في أوساط اللاعبين بين من يرى أن هذا الرفع يُبرَّر بتكلفة الإنتاج أو التضخم، وبين من يعتبرها خطوة تسويقية صارخة لصالح الجيل الجديد.
لكن ما لا يمكن إنكاره هو أن هذه السياسة التسعيرية الجديدة أضفت زخماً على الحديث عن مستقبل أجهزة Nintendo. إذ بدأت التكهنات تتزايد حول موعد الكشف الرسمي عن Switch 2، خاصة مع اقتراب نهاية صيف 2025. تشير بعض التقارير إلى إمكانية إطلاق العرض الرسمي للجهاز الجديد خلال شهر شتنبر المقبل، في حين يرجّح آخرون أن Nintendo ستنتظر حتى دجنبر لتقترن هذه الضجة مع موسم العطل ورأس السنة، حيث تشتد المنافسة على المبيعات وتزداد فرص جذب انتباه السوق.
ومع تضخم الأسعار تدريجيًا وتحوّل الفجوة بين الأجيال إلى عامل محفز بدل أن تكون عائقًا، يبدو أن Nintendo قد نجحت في خلق بيئة تسويقية تجعل من إطلاق Switch 2 حدثًا منتظرًا بشغف وليس مجرد تحديث تقني روتيني. فالجمهور أصبح يتابع تحركات الشركة بدقة، ويدرك أن كل قرار، حتى لو بدا بسيطًا مثل تعديل سعر جهاز قديم، يخفي وراءه رسالة استراتيجية تمهد الطريق للخطوة التالية.
لا شك أن هذه السياسة ستجعل من Nintendo في موقع متقدم بمجرد أن تكشف عن الورقة الرابحة، والتي من المرجح أن تكون Nintendo Switch 2 بجميع مواصفاته الثورية المحتملة. في عالم حيث تصبح كل زيادة سعرية في الأجهزة القديمة فرصة لإعادة رسم خريطة السوق، قد تكون Nintendo ببساطة تلعب بذكاء على وتر الترقب، وتعرف جيدًا أن السوق يكافئ من يُجيد توقيت قراراته بدقة.