كل مايتعلق بالشركات وجديد أخبارها
لماذا أثارت زيادة سعر Game Pass Ultimate إلى 30 دولار موجة غضب بين اللاعبين؟
عندما أعلنت مايكروسوفت هذا الأسبوع عن رفع سعر اشتراك Game Pass Ultimate بمقدار عشرة دولارات ليصبح 29.99 دولارًا شهريًا، اندلعت موجة عارمة من الاستياء بين جمهور اللاعبين. فقد شهدت منصات التواصل الاجتماعي تدفّق انتقادات حادة، وبدأ بعض المشترِكون بإلغاء اشتراكاتهم فورًا، إلى درجة أن موقع مايكروسوفت واجه ضغطًا هائلًا أفضى إلى اضطرابات مؤقتة في خدماته.

انهيار الوعود : مايكروسوفت ترفع سعر Game Pass Ultimate وتصطدم بالجماهير
لم يكن هذا القرار مفاجئًا تمامًا، إذ كانت الأوساط المختصة تلمّح إلى أن الشركة تنوي تعديل أسعارها في عدة خدمات رقميّة، لكن ما أثار رد الفعل الأكبر هو ذكر اللاعبين لوعود سابقة أطلقتها مايكروسوفت في 2023، أثناء مواجهتها مع لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)، حيث أكّدت أنها لن ترفع أسعار Game Pass بعد استحواذها على Activision Blizzard. وها هي الزيادة تأتي لتضع تلك التعهدات تحت مجهر الشك.
في مواجهة الانتقادات، لم تتوانَ بعض الشخصيات المعروفة عن التنديد بهذا القرار. فقد غرّدت Lina Khan، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، بأن مايكروسوفت باتت تتعامل مع اللاعبين والمطورين بمنطق استفزازي عبر رفع الأسعار دون مراعاة الأثر، ووصفت الشركة بأنها أصبحت “كبيرة جدًا لدرجة أنها لا تخشى العواقب”. مع ذلك، لا يمكن تجاهل أن مايكروسوفت حاولت تلطيف الأجواء من خلال تصريحات متوازنة. ففي مقابلة صحفية، أقرّ المدير المختص بأن “رفع الأسعار ليس أمرًا ممتعًا لأيٍّ من الأطراف”، مشددًا على أن الشركة “تستمع لآراء اللاعبين” وتسعى لإضفاء قيمة إضافية على الاشتراكات المترفعة.
لكن فعليًا، ما المبرّر الذي قدمته مايكروسوفت للارتفاع؟ وفق ما ورد في التصريحات الصحفية، فإن الفئة Ultimate ستشهد توسّعًا كبيرًا في مكتبة الألعاب، حيث تضم أكثر من 400 لعبة، بالإضافة إلى أكثر من 75 لعبة تُطرح في اليوم الأول من إصدارها سنويًا، وتقوية خدمات السحابة (cloud gaming) بدقة تصل إلى 1440p، وإضافة اشتراك Fortnite Crew كجزء من الحزمة. كما تم إعادة تسمية الباقات الأخرى : فباقات Core أصبحت الآن Essential، وStandard أصبحت Premium، مع إدماج ميزات جديدة في تلك الفئات أيضًا.
ردود فعل اللاعبين على تلك التعديلات لم تتأخر. فقد غرق الإنترنت في شكاوى من ارتفاع السعر الذي يصل إلى 50٪ تقريبًا، وباتت الدعوات لإلغاء الاشتراك أو العودة إلى منصات الألعاب التقليدية سائدة. في صفحات مثل Reddit وX، كتب بعض المستخدمين أنهم كانوا يدفعون 20 دولارًا تقريبًا مقابل كل ما يُقدَّم لهم من ألعاب وتجربة، لكن بزيادة السعر إلى 30 دولارًا، فإنهم لا يرون الجدوى من البقاء.
حتى بعض المتاجر قرّرت اتخاذ موقف علني. على سبيل المثال، أعلنت GameStop أنها ستستمر ببيع اشتراكات Game Pass Ultimate بسعر 19.99 دولارًا (السعر القديم)، سواء في متاجرها أو عبر موقعها، متحدية بذلك قرار مايكروسوفت. هذا التحدي قد يفتح جدلًا قانونيًا إذا حاولت مايكروسوفت فرض سياسة الأسعار الدنيا (MAP) على بائعي التجزئة.
من الناحية القانونية والتنظيمية، يُنظر إلى ما تقوم به مايكروسوفت بعين الرقابة من قبل جهات مثل FTC، خاصة بعد أن اتُهِمت سابقًا بأنها ستؤدي إلى تقليص المنافسة في سوق الألعاب الرقمية. إن رفع السعر بهذه الكثافة قد يُعيد فتح النقاش حول هيمنة مايكروسوفت على نظام الألعاب الاشتراكي، ومخاطر استغلالها لوضعها في السوق بعد الاستحواذات الكبرى.
من الناحية الاقتصادية، يجدر الانتباه إلى أن مايكروسوفت تواجه ضغوطًا متعددة : تكاليف تطوير الألعاب الضخمة، الانتظار لتجربة الألعاب في البث السحابي، والمنافسة الشرسة مع خدمات اشتراك أخرى مثل PlayStation Plus وNintendo Switch Online. قد تصبو الشركة من هذه الزيادة إلى تغطية تكاليف المحتوى والابتكار المستقبلي، وحتى تحويل بعض العوائد لدعم مشاريعها الأوسع في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
بمعنى ما، فإن ما حدث قد يُشكّل نقطة مفصلية في تاريخ اشتراكات الألعاب. فهل ستعود مايكروسوفت عن هذا القرار إذا تراجعت أعداد المشتركين؟ هل سيماطل اللاعبون لفترة قصيرة، أم يبددون الثقة نهائيًا؟ في النهاية، سيُحكم على هذا التغيير من خلال الأداء الفعلي للخدمة في الشهور القادمة، وتفاعل المجتمع معها.