أعلن فريق التطوير المستقل Three Friends عن مشروعه الجديد Decrepit، وهي لعبة Souls-Like تُقدَّم من منظور الشخص الأول، في خطوة جريئة تسعى لمزج فلسفة هذا النوع الصعب مع زاوية رؤية غير معتادة في هذا السياق. الإعلان جاء مصحوبًا بفتح إمكانية إضافة اللعبة إلى قائمة المتمنيات على Steam، إلى جانب إتاحة التسجيل للمشاركة في تجربة البيتا الخاصة، ما منح اللاعبين فرصة مبكرة لاكتشاف ملامح التجربة والمساهمة بشكل مباشر في صقلها. ورغم أن الفريق لم يكشف حتى الآن عن تاريخ إصدار رسمي، إلا أن الحضور المبكر لـ Decrepit بدأ يلفت الأنظار داخل مجتمع الألعاب المستقلة، خاصة مع ازدياد الاهتمام بالألعاب التي تحاول إعادة تعريف مفاهيم مألوفة بطرق جديدة. اختيار منظور الشخص الأول هنا ليس مجرد قرار بصري، بل محاولة لتغيير طريقة إحساس اللاعب بالخطر، بالمسافة، وبالاشتباك، وهي عناصر أساسية في أي لعبة Souls-Like.
Decrepit تنقل اللاعب إلى عالم قاتم، متداعٍ، مليء بالأماكن المهجورة والرموز الغامضة التي لا تُفسَّر بشكل مباشر. الاسم نفسه يوحي بحالة من التآكل والانهيار، سواء على مستوى البيئة أو على مستوى العالم ككل. Three Friends أوضح أن اللعبة لا تعتمد على السرد التقليدي أو المشاهد السينمائية المطولة، بل تفضل رواية القصة من خلال الاستكشاف، المواجهات، والتفاصيل الصغيرة التي قد يمر بها اللاعب دون أن ينتبه لها من الوهلة الأولى. هذا النهج مألوف لعشاق ألعاب Souls-Like، حيث لا تُعطى الإجابات بسهولة، بل تُترك لتُجمع قطعة قطعة. الجديد هنا أن منظور الشخص الأول يجعل هذه العملية أكثر حميمية، وأحيانًا أكثر إزعاجًا، لأن كل مواجهة تحدث على مسافة قريبة جدًا، وكل خطأ يشعر به اللاعب بشكل مباشر.
أسلوب اللعب في Decrepit يستند إلى القتال الدقيق، إدارة الموارد، وتعلم أنماط الأعداء من خلال التجربة والخطأ. الفريق يؤكد أن الصعوبة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل نتيجة طبيعية لتصميم يطلب من اللاعب التركيز، الصبر، وفهم القواعد الداخلية للعالم. لا توجد شاشات تعليمية مطولة، ولا إرشادات واضحة تقول لك ماذا تفعل خطوة بخطوة. بدلًا من ذلك، يتعلم اللاعب من خلال الفشل، وهو عنصر جوهري في فلسفة Souls-Like. منظور الشخص الأول يضيف طبقة جديدة لهذا الإحساس، حيث تصبح قراءة تحركات العدو أصعب، وتقدير المسافة أكثر حساسية. هذا قد يكون تحديًا إضافيًا للبعض، لكنه في الوقت نفسه يمنح شعورًا مختلفًا بالإنجاز عند النجاح. أحد أعضاء فريق Three Friends عبّر عن هذه الفكرة بجملة محورية واحدة قال فيها: “نريد أن يشعر اللاعب بأن كل خطوة للأمام كانت قرارًا واعيًا، وليس مجرد ضغط زر”. هذا الاقتباس يلخص بشكل واضح ما تسعى إليه Decrepit.
من الناحية الفنية، تعتمد Decrepit على أسلوب بصري يخدم الجو العام أكثر من سعيه للإبهار التقني. الإضاءة تلعب دورًا أساسيًا في بناء التوتر، حيث تُستخدم الظلال والمساحات المعتمة لإخفاء الأخطار أو التلميح بوجودها. التفاصيل البيئية ليست مجرد زينة، بل غالبًا ما تحمل دلالات سردية أو ميكانيكية. جدار متصدع، أرضية غير مستقرة، أو ممر ضيق، كلها عناصر تؤثر على طريقة اللعب وتشجع اللاعب على التفكير قبل الاندفاع. على مستوى الصوت، يبدو أن الفريق يولي اهتمامًا خاصًا بالمؤثرات السمعية، حيث يُستخدم الصمت أحيانًا كأداة لبناء القلق، بينما تصبح الأصوات البعيدة إشارات تحذير غير مباشرة. هذه المقاربة تزداد فاعلية مع منظور الشخص الأول، لأن اللاعب يعتمد بشكل أكبر على السمع لتفسير ما لا يراه.
فتح باب التسجيل لتجربة البيتا في هذه المرحلة يعكس رغبة Three Friends في إشراك المجتمع منذ وقت مبكر. التجربة لا تهدف فقط لاختبار الاستقرار التقني، بل أيضًا لتلقي الملاحظات حول توازن القتال، الإيقاع، ومدى تقبل اللاعبين لفكرة Souls-Like من منظور الشخص الأول. هذا النوع من التفاعل أصبح شائعًا في الساحة المستقلة، لكنه يكتسب أهمية خاصة هنا، نظرًا لطبيعة المشروع التجريبية. اللاعبون الذين سيشاركون في البيتا لن يكونوا مجرد مجربين، بل جزءًا من عملية التطوير نفسها. الفريق أكد أن الملاحظات ستؤخذ بجدية، وأن بعض التغييرات الجوهرية قد تُبنى بناءً على ما يتم رصده خلال هذه المرحلة. هذا النهج يعزز الثقة، ويمنح Decrepit فرصة أفضل للخروج كتجربة متماسكة عند الإصدار النهائي، مهما طال الانتظار.
رغم غياب تاريخ إصدار محدد، فإن الاهتمام المبكر بـ Decrepit يعكس تعطش اللاعبين لتجارب Souls-Like تحاول كسر القالب بدل الاكتفاء بتكراره. السوق اليوم مليء بألعاب تستلهم هذا النوع، لكن القليل منها ينجح في إضافة لمسة خاصة. منظور الشخص الأول، الجو القاتم، والتركيز على الإحساس المباشر بالخطر، كلها عناصر قد تمنح Decrepit هوية مميزة إن تم تنفيذها بالشكل الصحيح. بعض المتابعين بدأوا بالفعل بربط اسم اللعبة بالنقاشات المبكرة حول العناوين المستقلة التي قد تبرز في مواسم الجوائز القادمة، وظهورها في أحاديث game award 2025 يأتي من باب التوقعات لما تحمله من جرأة فنية، لا من باب الضمانات.
في النهاية، Decrepit تبدو كمشروع لا يخشى المخاطرة. Three Friends لا يعدون بتجربة سهلة أو مريحة، بل بلعبة تتطلب التزامًا، صبرًا، ورغبة حقيقية في الغوص داخل عالم غامض لا يرحم. إمكانية إضافتها الآن إلى قائمة المتمنيات على Steam، والتسجيل في تجربة البيتا، يمنحان اللاعبين فرصة ليكونوا جزءًا من هذه الرحلة منذ بدايتها. قد تستغرق اللعبة وقتًا قبل أن ترى النور بشكل كامل، لكن المؤشرات الأولية توحي بأن Decrepit ليست مجرد تجربة عابرة، بل محاولة جادة لإعادة تصور Souls-Like من زاوية مختلفة. ومع استمرار التطوير وتفاعل المجتمع، قد تتحول هذه اللعبة المستقلة إلى واحدة من تلك العناوين التي يُشار إليها لاحقًا باعتبارها تجربة جريئة تركت أثرها الخاص في هذا النوع.