وسط زحمة أخبار نهاية السنة وبروز موجة كبيرة من تحديثات الإصدارات وموسم التخفيضات، جاء إعلان فريق Outright Games بشأن لعبة Transformers: Battlegrounds ليفاجئ اللاعبين الذين لم يتوقعوا أن تتعرض اللعبة للحذف من المتاجر الرقمية بهذه السرعة. البيان الرسمي أشار إلى أن اللعبة ستغادر جميع المتاجر الرقمية عند نهاية دجنبر القادم، وهو خبر أثار كثيراً من التساؤلات حول مصيرها وإمكانية عودتها في المستقبل. ومع أن موضوع سحب الألعاب من الأسواق ليس جديداً، إلا أن التوقيت وظروف القرار يجعلان القضية تستحق قراءة أعمق، خصوصاً أن السلسلة تمتلك جمهوراً واسعاً تعوّد على رؤية ألعاب Transformers بشكل شبه مستمر خلال السنوات الأخيرة، سواء أكانت تجارب أكشن واسعة أو ألعاباً أصغر موجهة للفئات الأصغر سناً. إعلان Outright Games بدا قصيراً ومباشراً، لكنه ترك مساحة مفتوحة للتكهنات، خاصة عند المتابعين الذين يعرفون أن انتهاء التراخيص في مثل هذه الحالات قد يعني أحياناً أن اللعبة لن تعود إطلاقاً.
اللافت في الموضوع أن Outright Games أكد أن اللاعبين الذين اشتروا اللعبة سيحتفظون بها في مكتبتهم دون أي مشكلة، ما يعني أن الحذف يشمل فقط عمليات الشراء الجديدة وليس الوصول إلى النسخ المملوكة سابقاً. وهذه نقطة مهمة لأنها تطمئن من استثمروا مالهم في اللعبة، لكنها في الوقت نفسه تثير شعوراً غريباً: لعبة كاملة تُغلق أبوابها أمام المشترين الجدد فقط لأنها فقدت رخصة العلامة التجارية. وبالنسبة للمتابعين، فإن هذا النوع من القرارات يعيد إلى الواجهة سؤالاً قديماً يخص مستقبل الألعاب الرقمية ومدى اعتماد اللاعبين عليها، إذ إن وجود اللعبة على الأقراص أو فيزيائياً قد يمنحها عمراً أطول، بينما الاعتماد على النسخ الرقمية وحدها يجعل مصيرها معلقاً دائماً بشروط التراخيص. ومن الواضح أن Outright Games لم يستطع تجديد حقوق استخدام علامة Transformers، أو ربما لم يجد مبرراً اقتصادياً للاستمرار بها. بعض اللاعبين يعتقدون أن الأمر مرتبط بخطط جديدة لدى Paramount أو Hasbro، بينما يرى آخرون أن اللعبة لم تحقق أداء تجارياً يسمح بتمديد العقد، رغم أن الشركة لم تذكر هذه التفاصيل في بيانها المقتضب.
وعند النظر إلى تاريخ حذف الألعاب مؤقتاً، نتذكر العديد من الحالات التي أزيلت لبضعة أسابيع أو أشهر قبل أن تعود مجدداً بعد تجديد التراخيص، مثل بعض ألعاب Marvel الشهيرة وألعاب سباقات تحمل علامات سيارات عالمية. لكن في حالة Transformers: Battlegrounds يبدو أن الوضع مختلف تماماً، لأن تعبير Outright Games كان واضحاً بما يكفي يوحي بأن العودة ليست ضمن التوقعات حالياً. وعبارة أحد أعضاء الفريق خلال البيان والتي ورد فيها: «لا نملك حالياً أي خطط لإعادة اللعبة إلى المتاجر في الفترة المقبلة» أعطت الانطباع بأن الباب مغلق بنسبة كبيرة، على الأقل في المدى القريب. هذا النوع من التصريحات عادة لا يأتي إلا حين تكون العقبات القانونية أكبر من أن تُحل خلال وقت وجيز، أو عندما تكون هناك تغييرات كبرى في إدارة الحقوق الخاصة بالعلامة التجارية. ومع أن هذه المعلومات ليست مؤكدة بشكل رسمي خارج ما ذكره الاستوديو، إلا أن اللاعبين أصبحوا معتادين على قراءة ما بين السطور، خصوصاً عندما يكون البيان مقتضباً بهذه الطريقة.
وتجدر الإشارة إلى أن Transformers: Battlegrounds لم تكن لعبة ضخمة ذات ميزانية هائلة عند صدورها، بل كانت أقرب إلى مشروع متوسط الحجم يستهدف شريحة معينة من اللاعبين، خصوصاً الفئة الأصغر سناً أو الجمهور الذي يحب الألعاب التكتيكية الخفيفة داخل عالم Transformers. ورغم ذلك، ورغم أنها لم تكن منافساً شرساً للألعاب ذات الإنتاج الضخم، فإنها قدمت تجربة بسيطة ومباشرة نالت إعجاب عدد غير قليل من اللاعبين الذين رأوا فيها لعبة ممتعة لمن يبحث عن معارك تكتيكية دون تعقيد كبير. لكن وجودها تحت مظلة عنوان Transformers جعلها ملزمة بعقود ترخيص صارمة، مثل غيرها من الألعاب المرتبطة بعلامات عالمية. وبما أن تجديد التراخيص غالباً ما يكون مكلفاً، فإن الشركات الصغيرة أو متوسطة الحجم قد تجد نفسها أمام خيار صعب: إما دفع مبالغ كبيرة لا تتناسب مع أرباح اللعبة أو تركها تغادر السوق بشكل نهائي. والسيناريو الثاني هو ما حدث هنا على ما يبدو، لأن Outright Games لم يدخل في تفاصيل مالية لكنه لمح بوضوح إلى أن القضية مرتبطة مباشرة بانتهاء العقود.
أما بالنسبة إلى مستقبل اللعبة بعد حذفها، فمن الصعب التكهن بما قد يحدث على المدى الطويل، لأن عالم الألعاب عرف حالات عادت فيها عناوين كانت تبدو ميتة تماماً، بينما اختفت أخرى دون رجعة. هناك دائماً احتمال أن نرى نسخة محسنة مستقبلاً على أجهزة أحدث مثل PlayStation 5 أو Nintendo Switch 2 إذا تم توقيع عقد جديد، أو ربما نسخة مختلفة كلياً من استوديو آخر يستلم حقوق التطوير. ومع ذلك، فإن هذه السيناريوهات تبقى مجرد احتمالات مفتوحة لا يمكن البناء عليها فعلياً إلا بعد إعلان رسمي من Hasbro أو أي جهة تملك حقوق العلامة. جزء من اللاعبين يرى أن غياب اللعبة عن المتاجر الرقمية قد يجعل نسخها الفيزيائية ترتفع في السعر خلال السنوات المقبلة، كما يحدث عادة مع الألعاب التي تُسحب من السوق وتصبح نادرة. هذا قد يشجع بعض المهووسين بجمع الألعاب على البحث عنها خلال الفترة المتبقية قبل نهاية دجنبر. آخرون يعتقدون أن حذف اللعبة سيُنسى سريعاً لأن السوق مليء بعناوين Transformers الأخرى، خاصة الألعاب القديمة التي لا تزال تحافظ على جمهورها.
في النهاية، يفتح هذا القرار باباً واسعاً للنقاش حول العلاقة بين ملكية الألعاب واستمراريتها في العصر الرقمي. فرغم أن الأمر يتعلق بلعبة واحدة، إلا أن القضية تمس مبدأ أكبر بكثير من حجم Transformers: Battlegrounds نفسها، وهو مبدأ الاعتماد الكامل على التراخيص المؤقتة. اللاعبون باتوا يدركون أن امتلاك النسخة الرقمية لا يضمن بقاءها في المتجر، وأن الشركات قد تضطر يوماً ما لاتخاذ قرارات تجعل اللعبة غير قابلة للشراء رغم أنها لا تزال تعمل بشكل طبيعي على أجهزة من يملكها. هذا الواقع يدفع الكثيرين للتساؤل حول مستقبل الألعاب التي تعتمد على علامات تجارية ضخمة، خصوصاً عندما تكون ميزانيتها صغيرة نسبياً مثل هذه اللعبة. ومع الانتهاء الوشيك للترخيص، تصبح Transformers: Battlegrounds مثالاً جديداً لما يمكن أن يحدث عندما تلتقي الصناعة الإبداعية مع القوانين التجارية الصارمة. قرار الحذف قد يكون مجرد خطوة عابرة في تاريخ السلسلة، لكنه يترك أثراً واضحاً لدى اللاعبين الذين يرون في الأمر تذكيراً بأن العالم الرقمي ليس ثابتاً كما يبدو، وأن الألعاب ليست مضمونة البقاء مهما كانت شعبيتها ما دامت خاضعة لعقود تعتمد على الزمن والاتفاقيات.