في خطوة تُعدّ من أبرز التحركات الاستراتيجية في قطاع الألعاب خلال سنة 2025، أعلنت شركة Side البريطانية عن توسعها الرسمي في المملكة العربية السعودية، من خلال توقيع مذكرة تفاهم مع مجموعة Savvy Games Group، الشركة الرائدة وذات التمويل السيادي في المملكة، وذلك في مقر Side الرئيسي بمدينة لندن خلال شهر يوليوز. وتأتي هذه الخطوة لتعزيز النمو السريع في صناعة الألعاب داخل المملكة، تماشياً مع الأهداف التنموية لرؤية السعودية 2030، والتي تسعى لتحويل المملكة إلى مركز عالمي للترفيه الرقمي وصناعة الألعاب.
تهدف هذه الشراكة إلى تطوير بنية تحتية قوية تدعم المواهب المحلية وتوفر محتوى إبداعياً بمواصفات عالمية، حيث تم الإعلان عن خطط لافتتاح أول استوديو فعلي لشركة Side في مدينة الرياض بحلول الربع الرابع من سنة 2025. وسيعمل هذا الاستوديو على تقديم خدمات تطوير برمجيات متقدمة لمطوري الألعاب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين فرق التطوير العالمية والمحلية.
صرّحت Deborah Kirkham، المديرة التنفيذية لشركة Side، بأن المملكة العربية السعودية تمثل حالياً واحدة من أهم الأسواق العالمية في مجال تطوير الألعاب، معتبرة أن البيئة الاستثمارية في المملكة، والدعم الحكومي الواضح، وتنامي الطلب على المحتوى المحلي الموجه، كلها عوامل تجعل من السوق السعودية فرصة غير مسبوقة للشركات البريطانية المتخصصة في الألعاب. وأكدت أن هذا المزيج المثالي يسمح بضخ طاقات جديدة في السوق السعودية وتقديم خدمات بمعايير الجودة التي تُعرف بها Side في الأسواق الدولية.
من جانبه، عبّر Jakob Madsen، نائب رئيس Side لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، عن سعادته الكبيرة بدخول الشركة إلى منطقة الشرق الأوسط على نطاق واسع، مشيراً إلى أن خبراته السابقة في قطاعات الترفيه والرياضة بالمنطقة تمنحه تفاؤلاً كبيرًا بشأن مستقبل التعاون مع مجموعة Savvy. وأكد أن الجمع بين خبرة Side العالمية وموارد Savvy الإقليمية سيتيح خلق تجارب ألعاب ثرية ومخصصة للجمهور المحلي، مضيفاً أن هذا التعاون ما هو إلا بداية لما يمكن إنجازه مستقبلاً.
وبالنسبة لمجموعة Savvy Games Group، فإن هذه الخطوة ليست مفاجئة في ظل توجه المجموعة إلى عقد شراكات دولية ذات قيمة مضافة، تؤسس لمكانة السعودية كمنصة محورية في عالم الألعاب الإلكترونية. وقد أكدت Dr. Nika Nour، نائب الرئيس الأول ورئيسة تطوير الأعمال الدولية لدى المجموعة، أن التعاون مع Side البريطانية يعكس رؤية مشتركة تهدف إلى النهوض بصناعة الألعاب في المملكة، ودعم الجيل القادم من الموهوبين والمبدعين في المنطقة.
تجدر الإشارة إلى أن Side، الحائزة على عدة جوائز مرموقة، هي واحدة من أبرز مزودي خدمات الأداء الصوتي، والبرمجة، والتوطين في صناعة الألعاب حول العالم، حيث شاركت في تطوير تجارب ألعاب ضخمة مع شركات كبرى مثل Sony, Ubisoft, CD Projekt Red وActivision. وقد خضعت مؤخرًا لعملية إعادة هيكلة شاملة، شملت نقل مقرها إلى لندن وتجديد هويتها البصرية، وهو ما يتماشى مع رغبتها في توسيع حضورها على المستوى العالمي، وخاصة في أسواق ناشئة وقوية مثل السعودية.
هذه الشراكة الجديدة تأتي في سياق أوسع من التحولات التي تعرفها صناعة الألعاب على المستوى العالمي، حيث تسعى الدول الطامحة، كالمملكة العربية السعودية، إلى استقطاب الشركات العالمية المتخصصة، من أجل بناء نظام بيئي شامل يشمل المواهب، والاستوديوهات، والبنية التحتية، والتمويل، والدعم المؤسساتي. ويبدو أن Side قد أدركت تمامًا هذه الديناميكية، وهي الآن تستعد لتكون جزءًا فاعلاً فيها من بوابة العاصمة الرياض.
من المنتظر أن يساهم هذا التعاون في تسريع وتيرة النمو في سوق الألعاب السعودية، ورفع مستواها الفني والتقني، مع فتح المجال أمام آلاف الفرص للكوادر المحلية، سواء في مجال البرمجة، أو التصميم، أو الإنتاج، أو الأداء الصوتي، ضمن مشاريع إقليمية وعالمية. وفي ظل توفر التمويل، والرؤية الواضحة، والتعاون مع شركاء دوليين مثل Side، تبدو السعودية على الطريق الصحيح لتصبح لاعبًا رئيسيًا في المشهد العالمي لصناعة الألعاب خلال السنوات القادمة.