في خطوة مفاجئة هزّت أوساط صناعة الألعاب، تم الإعلان عن إلغاء مشروع لعبة The Jewel، وهي لعبة مستوحاة من تراث المملكة العربية السعودية وكان يُنتظر أن تكون تجربة فريدة تربط بين الهوية الثقافية والتقنيات الحديثة في تطوير الألعاب. اللعبة كانت تحت إشراف المخرج الشهير Hajime Tabata، الذي يُعرف بعمله السابق كمخرج للعبة Final Fantasy XV، وكانت تُطور داخل أروقة استوديو JP Games.
The Jewel لم تكن مجرد لعبة عادية، بل كانت ثمرة تعاون استراتيجي جمع بين استوديو JP Games الياباني وشركة Quantom Solutions، وهي شركة يابانية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، بدعم مباشر من وزارة الاستثمار السعودية. المشروع رُوّج له كخطوة رائدة تمثل دمجًا بين الثقافة السعودية والإبداع الياباني، ومنذ الإعلان عنه حظي باهتمام كبير من الإعلام والمتابعين داخل وخارج منطقة الخليج.
لكن الرياح لم تجرِ كما اشتهت السفن. مصادر مطّلعة كشفت أن شركة Quantom Solutions، وبعد مراجعة داخلية وتقييم ميداني لحالة اللعبة، طلبت من فريق التطوير إجراء تعديلات جوهرية على محتوى اللعبة لتصبح أكثر توافقًا مع معايير السوق العالمية والمتطلبات التجارية. هذه الطلبات تضمنت تغييرات تتعلق بالأسلوب السردي، والآليات التفاعلية داخل اللعبة، وربما حتى العناصر البصرية والبيئة العامة للعالم الافتراضي الذي كان يُخطط له أن يُعيد تقديم التراث السعودي برؤية حديثة.
غير أن استوديو JP Games لم يقدّم أي رد واضح أو خطة زمنية تشرح كيفية تنفيذ هذه التعديلات المقترحة. وهو ما دفع شركة Quantom Solutions إلى اتخاذ قرارها الحاسم بتجميد الاستثمار كليًا وإلغاء المشروع. إيقاف تطوير لعبة بهذا الحجم وبهذه الخلفية يُعد ضربة موجعة، ليس فقط لفريق العمل، بل أيضًا للمبادرات التي كانت تهدف إلى ربط الذكاء الاصطناعي بالإنتاج الثقافي الترفيهي، خاصة في ظل رؤية المملكة العربية السعودية الطموحة في مجالات التقنية والترفيه.
من غير المعروف حتى الآن ما إذا كان هذا القرار نهائيًا أو إذا ما كانت هناك محاولة لإعادة إحياء المشروع مستقبلًا، ربما عبر استوديو آخر أو بشراكة جديدة، إلا أن غياب التصريحات الرسمية من الطرفين حتى لحظة كتابة هذا التقرير يترك الباب مفتوحًا على احتمالات متعددة. وفي الوقت الذي تستمر فيه منطقة الشرق الأوسط في إثبات مكانتها على خارطة صناعة الألعاب، فإن خسارة مشروع مثل The Jewel تُسلّط الضوء على التحديات المعقدة التي قد تواجه أي مشروع ثقافي مشترك، حتى وإن حظي بدعم حكومي وخبرة تطويرية عالمية.
يبقى السؤال الأهم الآن: هل ستؤدي هذه التجربة إلى إعادة النظر في آلية التعاون بين الاستوديوهات العالمية والجهات الاستثمارية في المنطقة؟ وهل يمكن أن تظهر مشاريع مشابهة مستقبلًا تستفيد من دروس The Jewel؟ وحده الوقت كفيل بالإجابة، ولكن المؤكد أن إلغاء هذه اللعبة يترك فراغًا كبيرًا في خارطة المشاريع الطموحة التي كانت تسعى لتقديم التراث العربي من خلال عدسة الألعاب الحديثة.